غالبًا ما يُنظر إلى شرب الكحول على أنه فعل اجتماعي، خاصة خلال الاحتفالات والمناسبات التي يتوقع فيها الناس مزاجاً عالياً يحدث عادةً في الدقائق الأولى بعد شرب الكحول، لكن عمليًا ما قد يحدث هو تأثير محبط يجلب معه العديد من العواقب السلبية.
في السنوات الخمس الماضية، تمت إحالة ما يقرب من 500 طفل ومراهق إلى غرفة الطوارئ بسبب التسمم الكحولي خلال احتفالات رأس السنة الجديدة.
أضرار شرب الكحول كثيرة ومعروفة، لكن في اليوم التالي للاحتفالات ما زلنا نواجه أعدادًا كبيرة من حالات العنف وحوادث السيارات والكدمات.
لا توجد جرعة آمنة لشرب الكحول، أي أن الكحول ضار بأي جرعة.
وتتجلى الأضرار على المدى القصير وعلى المدى الطويل مع وجود تباين كبير بين الأشخاص من حيث الجنس، العمر، وزن الجسم، الحمل والرضاعة، تناول الأدوية، فهي تؤثر بشكل كبير على طريقة ومعدل امتصاص الكحول في الدم و وبالتالي شدة الآثار الضارة.
في المجموعات السكانية الحساسة مثل الأطفال دون سن 18 عامًا والنساء الحوامل والمرضعات - لا توجد كمية آمنة للشرب. إن التعرض للكحول أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية يعرض الجنين أو الطفل للخطر وقد يسبب حالات طبية وسلوكية لا رجعة فيها مثل أعراض الفطام الشديدة عند الأطفال حديثي الولادة أو متلازمة الكحول الجنينية.
أولئك الذين يتناولون الأدوية معرضون أيضًا لخطر التأثير السلبي بسبب التفاعلات الخطيرة بين الأدوية والكحول، وكذلك مرضى السكري، مرضى الكبد والقلب والأوعية الدموية.
في الدقائق التالية لشرب الكحول تحدث الظواهر التالية:
- انخفاض التنسيق، وقت رد الفعل، في الموانع والحكم.
- الشعور بالنشوة.
- الارتباك والدوخة وعدم القدرة على معرفة التوجه.
- الحالات العاطفية الشديدة مثل الخوف، القلق، الغضب.
قد يؤدي جزء كبير من هذه الظواهر إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر اجتماعيًا، مثل السقوط، الإصابات، القيادة الخطرة وغير ذلك الكثير.
عندما يكون تركيز الكحول في الدم مرتفعا، يكون تأثيره على الجهاز العصبي المركزي أكثر خطورة وقد يؤدي إلى حالات شديدة من التقمص الوجداني، انخفاض حرارة الجسم وحتى خطر الوفاة.
على المدى الطويل، يؤدي شرب الكحول إلى الإضرار بأعضاء الجسم:
- الكبد.
- الفم، البلعوم، المريء، المعدة - مع زيادة خطر الإصابة بالتهابات حادة تصل إلى السرطان وحتى سرطان الثدي، الكبد والقولون.
- الأعضاء التناسلية وأضرارها على خصوبة المرأة والعجز الجنسي عند الرجل.
- على الصعيد الأيضي، قد تكون هناك ظواهر تهدد الحياة مثل سوء التغذية أو نقص السكر في الدم، وهو انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم.
من المهم أن نعرف أن الجمع بين الكحول ومشروبات الطاقة هو الأخطر لأن الجمع بين الكافيين والكحول يسبب التسمم السريع. لذلك، إذا كنتنّ تشعرون برغبة في الشرب ولستنّ حوامل ولا تقدن سيارة، استمتعن بكأس صغيرةٍ واحدةٍ أو كأس من البيرة بعد تناول الوجبة أو مع الوجبة. تذكروا أن السُّكر يؤدي إلى فقدان السيطرة وفي بعض الأحيان إلى القيام بأشياء خطيرة قد تندمون عليها بما يتجاوز الضرر الذي يلحق بالصحة.
على الرغم من الإعتقاد بأن شرب الكحول باعتدال له تأثير وقائي على صحة القلب، إلا أنه في ظل أضرار الكحول وتعدد العوامل التي تؤثر على الامتصاص ونظرا لصعوبة الكثيرين في الاعتدال بالشرب، فإنه لا توجد كمية من الشرب مؤكدة آمنة ولذلك يوصى بالتقليل من استهلاك الكحول.
إذا اخترت شرب الكحول، فكن معتدلاً للغاية.
المشروب القياسي هو، على سبيل المثال، كوب من البيرة (330 مل)، كوب من النبيذ (100 مل)، كوب من الفودكا، الويسكي أو مشروب كحولي آخر (40 مل).
قبل الاحتفالات بالسنة المدنية مباشرة وعلى الرغم من الأيام المعقدة والصعبة، دعونا نتذكر أنه من الممكن أن نحتفل بصحبة جيدة، مع موسيقى جيدة، مع صفاء ذهني وعاطفي وأقدام على الأرض.
ياعيل كيرين، تجمّع النقب الشرقي، أخصائية تغذية ومديرة عامة لجمعية "من اليوم - لأسلوب حياة صحي والوقاية من مرض السكري".