أشخاص يمارسون المشي في متنزه هخت، حيفا.
يوجد للسلطات المحلية تأثير على تهيئة بيئة جسدية وإدراكية يُمكن الحركة فيها، ويُمكنها من تعزيز النشاطات الجسمانية. فعلى سبيل المثال، من المريح أكثر والأكثر أماناً المشي أو القيام بنشاطات في الخارج، بدون تكلفة، في بيئة تشمل على مسارات مشي مُضاءة وآمنة، متنزهات، ومرافق لياقة بدنية مُظللة سهلة الإتاحة. يُمكن للمدن أيضاً المبادرة بتنظيم أحداث، أنشطة مُوجهة وما شابه، لا تُمكن فقط من القيام بنشاطات جسمانية في الأوقات الروتينية – بل أنها تجعل النشاطات واضحة ومرئية، وبالتالي تكون عادية ومقبولة. الأمر صحيح أيضاً بالنسبة للمؤسسات التي يوجد للسلطات المحلية تأثير كبير عيلها مثل المدارس وروضات الأطفال، المراكز الجماهيرية وغيرها.
لكن يتضح وجود فوائد أخرى للسكان في البلدات التي تُطور بنية تحتية ملائمة للنشاطات الجسمانية. أظهرت دراسة أجريت في فيلادلفيا في العام 2013، أنه في المدن التي توجد فيها أرصفة ومسارات مشي مُنظمة وملائمة للمشي ومتنزهات مُضاءة، يوجد سكان يتمتعون بصحة أكثر وراضين أكثر من جودة حياتهم.
يُمكن أن نُنسب نسبة السكان الراضين، الى الحد من تلوث الهواء والضوضاء، للبيئة اللطيفة والخضراء والى حياتهم النشطة. كما أن السلطات المحلية تكسب من ذلك طبعاً: الاستثمار في السياسات العامة وفي الخطط التي تدعم البلدة لتكون صديقة أكثر للنشاطات الجسمانية تجعل السلطات أكثر جاذبية بالنسبة للسكان، للمُشغلين وللزوار. حيث أن تبني نمط حياة صحي يُساعد على الصحة النفسية لأفراد المجتمع، للوحدة الاجتماعية والفائدة الاقتصادية.
إتاحة مسارات المشي يُقلص من السمنة لدى أبناء الشبيبة
أظهرت دراسة أخرى أجريت في جامعة ميسوري وجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة، أن زيادة إتاحة مسارات الرحلات في الطبيعة مرتبطة بانخفاض نسب السمنة لدى أبناء الشبيبة. وجد الباحثون أنه في المناطق التي تشمل على مسارات مشي أكثر ورحلات ومناطق مزروعة بالأشجار، فإن الشباب يقومون بنشاطات جسمانية أكثر وهم يعانون بصورة أقل من السمنة.
قام الباحثون بتحليل بيانات من مناطق مختلفة في جميع أنحاء ولاية مينيسوتا، حيث قارن الباحثون بين حجم النشاطات الجسمانية والسمنة لدى أبناء الشبيبة في الصف التاسع والثاني عشر، مع وجود مسارات مشي في الطبيعة ومناطق خضراء في منطقتهم. وتوصلوا الى نتيجة تشير لوجود علاقة بين الإتاحة المرتفعة لمسارات المشي في الطبيعة وبين نسب السمنة المنخفضة.
ومع ذلك، في المناطق التي تشمل على محميات طبيعية ومتنزهات لا تعرض مسارات للمشي، فإن نسب ممارسة النشاطات الجسمانية يكون أقل. سبب ذلك هو أن المحميات الطبيعية تُستخدم كمان للاستمتاع من الطبيعة ومن المحيط الأخضر وليست بالضرورة لممارسة النشاطات الجسمانية ووجود مسارات مُنظمة قد يزيد من حجم النشاطات الجسمانية: المشي، الركض وركوب الدراجات الهوائية. يقوم الباحثون أن الدراسة تعرض الطريقة التي يُمكن بواسطة لمُتخذي القرارات تحسين صحة الجمهور بواسطة سياسات في مجال التخطيط والبنية التحتية.
للمزيد من القراءة
الدراسة الكاملة في موقع جامعة دراسكل، فيلادلفيا
الدراسة الكاملة، جامعة ميسوري وجامعة مينيسوتا
موقع شبكة المدن الصحية