في أوقات الحرب يواجه الأهل تحديًا مضاعفًا – حيث يتعين عليهم التأقلم مع الموقف بأنفسهم وكذلك توسيط الوضع المعقد لأطفال.
أولًا، عليكم الاهتمام بأنفسكم! بناء الحصانة لديكم كأهل سيساعدكم في أن تكونوا موجودين من أجل أطفالكم. تذكروا تناول الأطعمة والمشروبات الصحية.
حاولوا أن تجدوا طريقة لتمنحوا أنفسكم بضع دقائق لتستجمعوا قواكم. التنفس بعمق وممارسة الرياضة يمكن أن تكون مفيدة (حتى في البيت).
إذا أمكن، يوصى باللقاء في مكان آمن، قضاء الوقت معًا وتقاسم رعاية الأطفال مع أهل آخرين، الأصدقاء، أفراد العائلة أو أي أمر يساعدكم في الشعور بالهدوء والاسترخاء أكثر.
كيف نخلق روتين في ظل حالات الطوارئ؟
- يعد الحفاظ على روتين يومي (قدر الإمكان) مهم جدًا خصوصًا للأطفال ولنا نحن البالغين. إن وجود روتين ثابت في البيت هو أمر مهم ومطمئن بالنسبة للأطفال، في الوقت الذي تحدث فيه الكثير من التغييرات من حولنا.
- الحفاظ على دورة النوم واليقظة – الذهاب للنوم في ساعة معقولة والنهوض صباحًا في ساعة معقولة
- الحرص على فرك الأسنان في الليل قبل النوم وفي الصباح
- ارتداء الملابس في الصباح وارتداء ملابس النوم في المساء
- تناول وجبات منتظمة في ساعات منظمة معروفة مسبقًا. عدم التنازل عن وجبة عائلية واحدة على الأقل، قدر الإمكان
- إذا كان بإمكانك أخذ فترات من الراحة في محيط المنزل، فمن الجيد استغلالها للتنقل ومقابلة الأصدقاء
أفكار أخرى يُنصح بتبنيها كل يوم، وخصوصًا في حالات الطوارئ
- نصح بإشراك الأطفال في إعداد الطعام المغذي والصحي، إشراك الأطفال في عملية الطهي وتكليفهم بمهام بحسب الجيل والقدرة، مثل تزيين صحن الخضار ومحاولة صنع زهور ورسومات باستخدام الخضار، تجهيز المائدة وتنظيفها بعد الوجبة
- الجلوس وتناول وجبة عائلية معًا
- يُنصح بممارسة التمارين الخفيفة لتخليص الجسم من التوتر بصحبة أفراد العائلة
- الاستماع للموسيقى، قراءة الكتب، الرسم والكتابة
- مقابلة الأصدقاء في حيز آمن
- ممارسة التنفس العميق والبطيء معًا
كيف نتنفس لنهدأ أثناء الشعور بالقلق؟
- الفقاعات المُهدئة: مقطع فيديو قصير جدًا ليمنحكم بعض الهواء. ليئات دوتان، وهي معالجة نفسية تربوية، تعلمنا طريقة بسيطة وفعالة لتهدئة أنفسنا أو أطفالنا من خلال الاسترخاء التنفسي. إذًا خذوا دقيقة وتنفسوا.
- يُنصح بالحد قدر الإمكان من التعرض للأخبار والمضامين المتعلقة بالوضع الأمني، وخصوصًا أثناء وجود الأطفال. من المحبذ عدم فتح التلفاز بجانب الأطفال من أي عمر (حتى ولو كان ذلك بدون صوت). ونفس الشيء بالنسبة للفيديوهات عبر الهاتف. يقرأ الأطفال وينتبهون لردود الأفعال والأصوات وعندما ننظر الى الهاتف. تابعوا الأخبار بعيدًا عن الأطفال. يسمع الأطفال والرضع كل شيء ولذلك من المهم مراقبة المكالمات حتى عندما يبدو بأن الأطفال منشغلين بأمر آخر أو بعيدين. إذا حدث أن تعرض الطفل، فمن المهم توسيط المعلومات له والسماح له بالحديث عما رآه أو سمعه.
- تحدثوا مع الأطفال عن الأمور التي تبث الشعور بالأمان كالدخول الى مكان آمن عند إطلاق صافرات الإنذار. يُنصح بالحديث عن الأشخاص الذين يساعدوننا جميعًا كقوى الأمن، مقدمي الرعاية، المتطوعين أو عن القبة الحديدية.
- يُنصح بتكرار الجمل المُطمئنة بشرط أن تكون صحيحة مثل: "أنت بأمان الآن"، "أنا هنا معك"، "أنا أحبك".
لتوسيط الوضع للأطفال، أعددنا لكم مثال على قصة ملائمة لأبناء 3-4 سنوات: "نحن في صراع مع جيراننا على أرض إسرائيل. هذا الصراع ممتد منذ سنوات طويلة وأحيانًا يشتد. جيشنا يعرف ما عليه فعله وكيف يحمينا الى أن يزول الخطر".
للأطفال الأكبر سنًا يمكن أن نضيف بالقول بأن جيراننا يقصفوننا بالصواريخ ولكن جيشنا بات يعرف الطرق التي يستخدمونها ويعرف ما عليه فعله، ولدينا كذلك القبة الحديدية التي تحمينا ونحن نعتمد عليهم ليحمونا ويُطلعونا على آخر المستجدات. من المهم التحدث بثقة.
اسمحوا للأطفال بطرح الأسئلة وأجيبوهم عليها، وإذا لم تعرفوا الإجابة، فلا بأس أن تقولوا نحن لا نعرف الإجابة، أو أنكم ستفحصون، أو ستفكرون بالإجابة وتجيبوهم لاحقًا. من الأفضل عدم الإجابة بذعر وانما بعد التفكير وانتقاء الكلمات. في جميع الأحوال من المهم أن تحافظ إجابتكم على الشعور بالأمان لدى الطفل.
دعوا الأطفال يقولون ما يريدونه – حتى ولو كان ذلك غير مهم باعتقادكم. اسمحوا للأطفال أيضًا بطرح أسئلة والتعبير عن أنفسهم عاطفيًا. لا تُلغوا المشاعر السلبية كالخوف والغضب تجاه الوضع.
حاولوا إبقاء الأطقال مشغولين بفعل الخير للآخرين – رسم رسومات لأفراد العائلة (ربما الأجداد والجدات) أو للجنود. تمنح هذه الفعاليات الشعور بالأهمية والفائدة.
التعبير عن التعرض لضائقة
تتنوع مظاهر الضائقة لدى الأطفال: يمكن توقع عدم الهودء، الإنغلاق، ومن ناحية أخرى نوبات من الغضب أو العدائية والعناد والتي لم يكن يتميز بها الطفل قبل ذلك. هنالك أطفال يشكون من مشاعر جسدية مختلفة (كالمغص أو الصداع). قد يكون هناك يقظة مفرطة أو التعلق المفرط بالأهل، ولدى الأطفال الصغار قد يحدث تراجع في التطور (تراجع في اللغة، التبول اللا-إرادي وما إلى ذلك).
تضعنا حالات الطوارئ في مواجهة تحديات مختلفة. يمتلك الأطفال الحصانة اللازمة لتخطي هذه الفترات المعقدة والمتوترة. في هذه الأيام الصعبة، من المستحسن منح الأطفال كل الأمان، ويمكن النظر في التنازل عن بعض الحدود (مثلًا الإصرار على نومهم في أسرّتهم). مع ذلك، في حالات ردود الفعل الشديدة كالخوف من مغادرة الغرفة، يُنصح باستشارة المختصين. يمكن القيام بذلك من خلال مراكز الدعم الهاتفية.