صحة أولادنا هي أكثر ما يهمنا كأهل. نحن نحرص على أن يأكلوا الخضار والفواكه ونُعلمهم بأنها تساعد على تطورهم، نحافظ على كميات استهلاك التسالي والحلويات لكي لا يعانوا من الوزن الزائد أو من مشاكل في الأسنان – الأمر واضح بالنسبة لنا بأن التثقيف للتغذية الصحية من مراحل عمرية مُبكرة سوف يُساعدهم في المستقبل كأشخاص بالغين يتمتعون من عادات صحية أكثر.
هل يُمكن إضافة الملح؟
كم مرة سمعنا هذا السؤال؟ سبب جاذبيتنا للطعم هو أن الملح يتكون من معدنين اثنين لا يُمكن لجسم الانسان انتاجهما بشكل طبيعي – الصوديوم والكلور. بينما أن هذه المعادن ضرورية لتطوير الجسم والحفاظ عليه، فإن الاستهلاك الكثير للصوديوم يرفع من مستوى الخطورة للإصابة بضغط الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية، السكتة الدماغية والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض. من المهم التطرق للاستهلاك المضاعف للملح ومنعه في مرحلة عمرية مُبكرة. يسهل في معظم الحالات تعويد الأطفال لطعم الطعام الخام من دون تمليحه، والفرضية هي أنه في حالة قمنا بتعويد أطفالنا من جيل مُبكر لطعم مالح أقل، فهم سيكبرون ليصبحوا أشخاص بالغين يتمتعون من عادات صحية أكثر ويستهلكون كمية أقل من الصوديوم.
المطلوب والواقع
يعرض الجدول التالي توصيات وزارة الصحة بخصوص كمية الصوديوم الموصى بها يومياً لدى الأولاد:
الأجيال | كمية الملح بالغرامات | قيمة مساوية بالملاعق الصغيرة | كمية الصوديوم بالملليغرامات |
---|---|---|---|
جيل 9- 13 سنة | 5.5 | 1 ملعقة صغيرة | حوالي - 2،200 |
جيل 4- 8 سنوات | حتى 4.8 | أقل من ملعقة صغيرة واحدة | حوالي - 1،900 |
جيل 1- 3 سنوات | حتى 3.8 | أكثر قليلاً من 2/1 ملعقة صغيرة | حوالي -1،500 |
رُضع حتى سنة واحدة | يوصى بعدم إضافة ملح بتاتاً للطعام. |
ما هي كمية الملح اليومية التي يستهلكها الأطفال فعلياً؟ ضعفي الكمية الموصى بها! حوالي 12 غرام ملح، وهي مساوية لأكثر من 2 ملاعق صغيرة من الملح.
اذاً، أين يوجد الصوديوم؟
ربما ستتفاجؤون، لكن نسبة الصوديوم التي نستهلكها من ملح الطعام تبلغ %13 فقط – من المفضل تعويد الأطفال على استهلاك طعام بدون إضافة ملح لكن معظم كمية الصوديوم لا تأتي من هناك. في الغذاء الطبيعي الخام مثل الخضار والفواكه، الحبوب، البقوليات وحتى الماء يوجد صوديوم بشكل طبيعي بكميات قليلة – حوالي %12 من الاستهلاك اليومي الموصى به.
نحن نحصل على %75 من استهلاك الصوديوم اليومي من الطعام المُصنع مثل الشنيتسل الجاهز، الصلصة، الخبز، منتجات الحليب وحتى الحلويات. السبب لذلك أنه بالإضافة للطعم، فإن الملح يُستخدم في صناعات الطعام للحفاظ على المنتجات، للتعقيم من البكتيريا، إخفاء الطعم المُرافق ولأهداف إضافية.
فيما يلي بعض كميات الصوديوم الموجودة في المأكولات التي يُحبها الأطفال بشكل خاص:
- الكاتشب – تشمل الوجبة المتوسطة من 50 غرام (3- 4 ملاعق) من الصلصة المحبوبة على الأطفال، على 650- 1000 ملغم من الصوديوم. تحتوي وجبة كهذه من الكاتشب على %25- %42 من استهلاك الصوديوم اليومي الموصى به للأطفال بأجيال 4- 8 سنوات.
- الخيار المُخلل – تشمل قطعة واحدة من الخيار المُخلل بالملح بحجم متوسط – كبير، على حوالي 950 ملغم صوديوم، حوالي %50 من استهلاك الصوديوم الموصى به للأطفال بأجيال 4- 8 سنوات.
- تشمل قطعة واحدة من الخيار المُخلل بالخل بحجم متوسط – كبير، على حوالي 850 ملغم صوديوم، حوالي %45 من استهلاك الصوديوم الموصى به للأطفال بأجيال 4- 8 سنوات.
من المفضل أن نعرف – قطعة واحدة بحجم متوسط – كبير من الخيار المُخلل بالخل أو الملح، تحتوي على %40 من استهلاك الصوديوم الموصى به للبالغين.
- شطيرة من 2 شرائح من الخبز الأبيض الموحد و- 2 شرائح بستراما بسُمك عادي، تحتوي على 750 ملغم صوديوم. والتي تُشكل أكثر من %37 من استهلاك الصوديوم اليومية الموصى بها للأولاد.
- الطبخة الشخصية سريعة التحضير (التي تُعتبر بمثابة حل مُتاح وسريع)، مثل طبخة النودلز بطعم صيني تحتوي على حوالي %70 (!) من استهلاك الصوديوم اليومي الموصى به للأطفال بجيل 4- 8 سنوات.
كيف نُقلل كمية الصوديوم؟ تدريجياً وبواسطة الطعام المنزلي
الملوحة هي أمر مُكتسب – لكل واحد منا يوجد شعور مختلف للطعم. لذلك، فإن التقليل الفوري قد يتسبب برفض الأطفال تناول الطعام المُقدم لهم. هناك عدة طرق تساعد على تقليص استهلاك الصوديوم:
- التقليص التدريجي للملح والانتقال لتناول الطعام البيتي الذي نقوم بإعداده بأنفسنا ونعرف مكوناته. لتغذية طعم المأكولات البيتية نقوم خلال عملية الطبخ باستخدام بهارات خام ونباتات البهار بدلاً من الملح ومساحيق الحساء.
- نستهلك كمية أكثر من المأكولات الخام والطبيعية ونُقلل من استهلاك المنتجات المُصنعة.
- في حالة شراء مُنتجات مُصنعة، نقوم بمقارنة وسوم الطعام بين المنتجات المختلفة ونشتري المنتجات التي تحتوي على أقل نسبة من الصوديوم.
تغيير على المستوى الوطني ايضاً
يعمل برنامج الصحي صح (إفشري بري) أيضاً بمجالات ونشاطات عديدة، بهدف تقليص استهلاك متوسط كمية الملح اليومية ب- 3 غرامات حتى العام 2020. في إطار البرنامج تم اجراء لقاءات مع مندوبي صناعات الغذاء لتحديد أهداف تقليص الصوديوم في منتجات الغذاء التي تُشكل مكونات رئيسية في قائمة مأكولات الكثير من الإسرائيليين.
من المهم أن نعرف أن الصناعات تملك المعرفة المطلوبة لإنتاج طعام يشمل على كميات أقل من الصوديوم، في حالة ازداد الوعي للتغيير ومطالبة المستهلكين للقيام بذلك.
ستكون العملية تدريجية، وقد يتطلب تغيير عادة تناول طعام مالح بصورة أقل بعض الوقت، لكننا نؤمن حقاً أن التغيير هو ليس ضرورياً فقط – بل أيضاً الصحي صح.