أصبحت المشروبات الغازية والعصائر الطبيعية المُسماة "مشروبات خفيفة" جزءاً لا يتجزأ من قائمة وجباتنا اليومية وحتى أنها أصبحت بالنسبة للكثيرين بدلاً عن الماء، لكن هذه المشروبات ليست "خفيفة" بتاتاً. كمية السكر الكبيرة الموجودة في المشروبات المُسماة "خفيفة" تجعلها مُحليات حقيقية. تصل نسبة استهلاك المشروبات المُحلاة لدى أبناء الشبيبة في إسرائيل الى %41 لدى البنات و- %45 لدى الأولاد، مقارنة مع %30 لدى البنات و- %37 لدى الأولاد في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي هي عبارة عن دولة تُعتبر فيها نسبة استهلاك السكر مرتفعة.
اذا ما قمنا بترجمة هذه الكمية لملاعق صغيرة من السكر، وبينما لا يوصى باستهلاك أكثر من 5 الى 10 ملاعق سكر صغيرة يومياً، فإن استهلاك السكر لدى أبناء الشبيبة في إسرائيل يصل الى 36 ملعقة صغيرة يومياً بينما يستهلك البالغون حوالي 16 ملعقة صغيرة من السكر يومياً. تضع هذه المعطيات إسرائيل على رأس القائمة العالمية لاستهلاك السكر الى جانب البرازيل. من المهم أن نكون واعين لكمية السكر التي نستهلكها من خلال المشروبات. تحتوي عبوة من المشروب "الخفيف" على 8 الى 10 ملاعق صغيرة من السكر، بينما تحتوي عبوة نصف لتر على ما لا يقل من 12 ملعقة صغيرة من السكر.
ليس سراً أن الاستهلاك المفرط للسكر يتسبب بزيادة الوزن. أظهرت الدراسة أن كل طفل من بين أربعة أطفال في إسرائيل يعاني من زيادة الوزن. اذا كنتم معتادون على شرب عبوة واحدة فقط يومياً، فقد تضيفون الى وزنكم 5- 7 كيلوغرامات بسبب المشروبات فقط وذلك من دون الأخذ بالحسبان تأثير المواد الأخرى الموجودة في هذه المشروبات مثل الكفايين، أحماض الطعام، مواد الطعم والرائحة والمواد الحافظة التي يُفضل الامتناع عن تناولها. توجد بالإضافة لمسألة الوزن، علاقة واضحة بين استهلاك السكر وبين تطور المشاكل الطبية الأخرى بدءاً من تسوس الأسنان وحتى الأمراض المُزمنة مثل السكري من نوع 2، أمراض القلب والأوعية الدموية.
ما الذي يختبأ وراء الصورة؟
ربما تتمتع عصائر الفواكه من صورة إيجابية وصحية، لكنها فعلياً تحتوي على كمية مرتفعة من السكر تهدف الى زيادة مدة صلاحيتها. يتم في بعض المشروبات إضافة مواد حافظة يُفضل الامتناع عن استهلاكها.
حتى العصائر التي يتم تسويقها على أنها تحتوي على مكونات طبيعية فقط ("%100 عصير طبيعي") وبدون مواد حافظة فإنها تحتوي على كمية مرتفعة من السكر – حتى 9 ملاعق صغيرة سكر في العبوة الشخصية من 400 ملل مشروب. من المفضل معرفة أن الڨيتامينات الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه، تتفكك وتتلف خلال عملية بسترة هذه المشروبات بدرجات حرارة مرتفعة.
تعتبر المياه بطعمات أيضاً هي عبارة عن مشروب مُحلى يحتوي على كمية كبيرة أيضاً من السكر – لا تقل عن 4 ملاعق صغيرة من السكر في عبوة نصف لتر! لذلك، يوصى بالتطرق للعصائر المُعلبة، حتى لو كانت تحتوي على مواد طبيعية فقط وحتى للمياه بطعمات على أنها مُشروب مُحلى ومحاولة التقليل من استهلاكها.
أظهر تقرير لمركز الأبحاث والمعلومات للكنيست من العام 2009 أن نصف الأطفال في إسرائيل يشربون على الأقل مشروب مُحلى واحد يومياً. السكر الذي يتم استهلاكه غير موجود حتماً في المشروب الخفيف أو الغازي، بل أنه موجود أيضاً في المشروب الذي يُحبه الأطفال – الشوكو. في كيس متوسط من الشوكو الذي يتم شراءه (225 ملل) يوجد ما لا يقل عن 5 ملاعق صغيرة من السكر!
من المهم معرفة: أنه في كثيرٍ من الأحيان يوجد السكر في المشروبات المُحلاة تحت أسماء مختلفة. اذا كُتب في قائمة مكونات مشروبكم أنه يحتوي على فركتوز، شراب، تركيز الفواكه، شراب الذرة، HFCS سكروز أو دكستروز، فإن هذه المكونات عملياً هي أسماء مختلفة أو بدائل لأنواع مختلفة من السكر.
ماذا عن مشروبات ال-"دايت"؟
نقطة مهمة أخرى يجب الانتباه اليها: بينما يظن الكثير من الأشخاص أن شرب المشروبات ال- "دايت" أفضل من شرب المشروبات المُحلاة، حيث أنها ليست بالضرورة بديل مناسب لها بل إنها تزيد من عادة استهلاك الأطعمة المُحلاة. غالباً ما تحتوي هذه المشروبات على كميات مرتفعة من المُحليات الصناعية، الكفايين، مواد الطعم والرائحة وأحماض الطعام المختلفة.
كيف يُمكن التقليل من استهلاك المشروبات المُحلاة؟
بُدء في أرجاء العالم التطرق لخطر المشروبات المُحلاة، وفي بعض الدول تم فرض ضريبة على هذه المشروبات، بشكل مشابه للضريبة على السجائر، وذلك للحد من استهلاكها.
عدة توصيات يُمكن أن تساعد الأشخاص على التقليل بصورة تدريجية من استهلاك المشروبات المُحلاة:
- التطرق للمشروبات المُحلاة بالضبط مثل التطرق للمُحليات أو للحلوى.
- نبدأ بصورة تدريجية بخلط المشروبات مع الماء، وفي كل مرة تقومون فيها بشرب هذه المشروبات تقومون بتقليل كملية المشروب المُحلى وزيادة كمية الماء.
- نُقلل بصورة تدريجية التركيز في عبوات العصائر المُقدمة للأطفال.
- يوصى ومن المهم منح الرُضع شرب الماء، وليس المشروبات المُحلاة. لا توجد حاجة لمنحهم الشاي، العصير أو أي مشروب مُحلى آخر. استهلاك المشروبات المُحلاة يُلحق الضرر بالأسنان، وخاصة في مرحلة الطفولة.
- اذا جاء ضيوف لزيارتكم أو اذا ما رغبتم بالتنويع؟ يُمكن إضافة لعبوة المياه الشخصية أو للقارورة التي يُقدم فيها المشروب للعائلة أو للضيوف ماء مع إضافات مثل قطع الخيار، الحمضيات – قطع الليمون أو قطع البرتقال، أوراق النعنع، الليمونية أو اللويزا التي تُضف طعم ورائحة للماء.
مشروبات مُحلاة؟ لا نُدخلها للمنزل!
الطريقة الأفضل للامتناع عن استهلاك المشروبات المُحلاة وتعويد جميع أفراد المنزل على شرب الماء، هي ببساطة عدم إدخال المشروبات المُحلاة للمنزل. نسبة كبيرة من الأشخاص في يومنا هذا توافق على تغيير عادات استهلاك المشروبات المُحلاة، ويظهر هذا التغيير على وجه الخصوص حين يدور الحديث عن الضيافة – وهي حالة تشمل على عادات ثقافية للأشياء التي "يجب" تقديمها للضيوف – ومن الصعب تغييرها.
لكن يتضح هنا أيضاً أن معظم الجمهور واعٍ ومُستعد للتغيير: أظهرت نتائج استطلاع على الانترنت، أجري من قبل باحثين من قسم الاتصالات في جامعة تل أبيب لصالح الخطة الوطنية لحياة فعالة وصحية – الصحي صحي "إفشري بري" لدى 1،013 مستطلع (يُمثلون قطاع سكاني يهودي بالغ بعمر يزيد عن 18 عاماً ويستخدمون الانترنت)، أنه يوجد لدى الجمهور استعداد كبير لتقليص حجم استهلاك المشروبات المُحلاة لأسباب صحية. اعرب %83 من المستطلع آرائهم برغبتهم من تقليص شرب المشروبات المُحلاة حتى التوقف عن شربها كلياً.
بينما اعرب ثلثي من المستطلع آرائهم أنهم على استعداد أن لا يتم تقديم مشروبات مُحلاة لهم حين يتم استضافتهم لدى أشخاص آخرين. و %74 من المستطلعآراهم أن المشروبات المُحلاة يجب أن لا تتواجد في المنزل.