المشروبات المحلاة تحيطنا أينما كنا، ليس فقط في البقالة أو المطعم أو الأكشاك أو مراكز التسوق، انما أيضًا في المناسبات والاحتفالات، الجلسات والاجتماعات في العمل، الملتقيات الاجتماعية، وجبات العيد، الوجبات العائلية، المؤتمرات وفي الأماكن العامة وغيرها...
حتى في المستشفيات، القاعات الرياضية، المراكز الجماهيرية والمؤسسات التعليمية يتواجد بيع المشروبات المحلاة بوفرة وتتواجد هناك الآلات المخصصة لبيع هذه المشروبات.
عادات الضيافة التي تضر بصحة الضيوف، زمن "عيب وغير مقبول"
تتواجد المشروبات المحلاة في تنوع واسع من حيث الألوان، القوام والنكهات: المشروبات الغازية، العصائر، الشراب و "الدايت"؛ يتم تسويقها بكل الأحجام: في زجاجات كبيرة سعة لتر ونصف وحتى 2 لتر، في زجاجات شخصية وأيضًا في عبوات بأحجام صغيرة.
على الرغم من زيادة الوعي عن الأضرار التي تسببها المشروبات المحلاة للصحة - السمنة، أمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، الكبد الدهني والعديد من الأمراض الأخرى - فقد أصبح تقديم المشروبات المحلاة والسكرية عادة اجتماعية. في كل مناسبة للضيافة والتشريفات يتم تقديم المشروبات المحلاة، وهكذا هي متاحة ومتوفرة للجميع وحتى من لم يفكر في شرب هذه المشروبات أو اهتم في ألا يشرب أطفاله هذه المشروبات، مجرد تواجدها وتوفرها في كل مكان فهو معرض أن يشرب منها وذلك لتواجدها بشكل جذاب وبوفرة. في التضييف واكرام الضيف، أحيانًا حتى الاشخاص الذين لا يشربون المشروبات المحلاة بشكل عام، يشعرون بضرورة الضيافة وفقًا للمعايير والعادات المقبولة والمتداولة وتقديم المشروبات المحلاة لضيوفهم.
يبدو أن أصول العادات والمعايير تعود الى الرغبة الإنسانية والاجتماعية في أن نكون مضيافين وذو كرم وأن نقدم الوفرة لضيوفنا في كل احتفال: في وجبات العيد، أعياد الميلاد، الجلسات، الزيارات، في المستشفى الخ... تعتبر الحلويات بشكل عام والمشروبات الحلوة بشكل خاص ضيافة "ممتعة" ولذيذة. وهناك تخوف أنه إذا لم نقدم مجموعة متنوعة من المشروبات الحلوة والسكرية ونقدم الماء فقط - فقد يفسر الضيوف ذلك على أنه "بخل". على الرغم أن غالبية الناس تفضل بأن لا يقدم لهم المشروبات المحلاة.
بالإضافة إلى ذلك، قسم من الاهالي يعتقدون أن الأطفال لا يشربون الماء وبالتالي من الأفضل تقديم لهم الماء المحلى، وذلك من دافع الحرص على أن يشرب الأطفال كمية كافية من السوائل وهكذا يعتاد الأطفال على شرب الماء المحلى.
لكن بشكل عام يجب إدراك على أن الأطفال سيعتادون على شرب الماء بدون إضافات ويشربونه برغبة لذلك يجب تشجيعهم وتقديم لهم الماء فقط.
ما هي كمية السكر؟
في كل 100 مل يوجد حوالي 2.4 ملاعق صغيرة من السكر!
في علبة واحدة (330 مل) يوجد حوالي 8 ملاعق صغيرة من السكر
في كاس الشرب (200 مل) يوجد حوالي 5 ملاعق صغيرة من السكر
في القنينة الشخصية (500 مل) يوجد حوالي 12 ملعقة صغيرة من السكر
في القنينة الكبيرة (1.5 لتر) يوجد حوالي أكثر من 30 ملعقة صغيرة من السكر
الإسرائيليون يشربون السكر
في مسح الذي أجري حديثا (2022) وذلك قبل حملة وزارة الصحة، أفاد 76% من الوسط العام، 84% من الوسط اليهودي المتدين و 85% من الوسط العربي. على شرب المشروبات المحلاة أو الدايت بوتيرة أسبوعية (مرة واحدة على الأقل في الأسبوع).
وعن أولياء الأمور لأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عامًا، وجد أن 61% من الوسط العام، و 66% من الوسط اليهودي المتدين، و 79% من الوسط العربي أفادوا أن أطفالهم يشربون على الأقل مرة واحدة في الأسبوع مشروبات محلاة أو دايت. (تم التصريح عن الدايت بنسب أقل، %18 , 12%, 20% الوسط العام ، الوسط اليهودي المتدين، الوسط العربي على التوالي).
الاستهلاك اليومي للسكر لدى مستهلكي المشروبات المحلاة
من مسح الوطني لوضع الصحة والتغذية (סקרי מב"ת)، في السنوات 2016-2014، وزارة الصحة:
بين البالغين، وجد أنهم يستهلكون 77.5 جرامًا من السكر المضاف يوميًا - حوالي 19 ملعقة صغيرة من السكر يوميًا.
48.8 جرامًا من السكر التي مصدرها من المشروبات المحلاة - أكثر من 12 ملعقة صغيرة من السكر يوميًا.
وهذا يعني أن %67.1 من السكر المضاف مصدره من المشروبات المحلاة!
بين الأطفال، وجد أنهم يستهلكون 57.4 جرامًا من السكر المضاف يوميًا - حوالي 14.3 ملعقة صغيرة من السكر يوميً.
منها 31.1 جرامًا من السكر تأتي من المشروبات الحلوة - أكثر من 7.7 ملاعق صغيرة من السكر يوميًا.
وهذا يعني أن 54.9% من السكر المضاف مصدره من المشروبات الحلوة!
البالغون والأطفال في إسرائيل الذين يشربون المشروبات المحلاة يستهلكون ما لا يقل عن ضعف كمية السكر الموصى بها، حيث ان المساهمة الأكبر في السكر المضاف الذي مصدره من المشروبات المحلاة.
في عام 2019، أجرى مسح لوضع الصحة والتغذية لجيل الطفولة. تُظهر البيانات المقلقة أنه من بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر إلى سنة %15 من أهالي الأطفال اليهود أفادوا ان أطفالهم شربوا مشروب محلى في اليوم السابق للمسح، بينما 60% من أهالي الأطفال العرب أفادوا أن أطفالهم شربوا مشروب محلى!
هل تعلم؟
أن السكر المستهلك في المشروبات السائلة يتسبب في زيادة أعلى وأسرع في مستويات السكر في الدم وزيادة أسرع في مستويات هرمون الأنسولين مقارنة بالأطعمة الصلبة
تأثير الإعلانات التي تشجع على شرب المشروبات المحلاة
نتعرض لكمية هائلة من الإعلانات الخاصة بالمشروبات المحلاة والسكرية. حيث ناقشت العديد من الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة على تأثير الإعلانات في اتخاذ قراراتنا واختياراتنا. الإعلان والتسويق له تأثير كبير في زيادة استهلاك هذه المشروبات بشكل عام ولدى الأطفال والشبيبة على وجه الخصوص.
أكثر من 35 مليون شيكل كان الإنفاق على الإعلانات وتسويق المشروبات الخفيفة بين شهري كانون الثاني وأيار 2022 (المشروبات المحلاة، مشروبات الطاقة ومشروبات الدايت) في وسائل الإعلام المكتوبة (الصحافة واللوحات الإعلانية) والبث (الإذاعة والتلفزيون) والرقمية (المواقع وشبكات التواصل الاجتماعية).
من بيانات شركة يفعات MI لمراقبة الإعلانات. تعتبر هذه النفقات هي الأعلى، وتمثل حوالي 25.3%من إجمالي نفقات الإعلانات لجميع الفئات الغذائية.
الغالبية يعلمون أن المشروبات المحلاة غير صحية ويريدون إحداث تغيير
في استطلاع حديث (2022) الذي اجري قبل الحملة بوزارة الصحة، وجد أن 85% من الوسط العام يوافقون على أن شرب المشروبات المحتوية على السكر يضر بالصحة - فهو يزيد من مخاطر الإصابة بالسكري والكبد الدهني وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. الوعي بالتأثير السلبي للمشروبات المحلاة أقل بين الوسط العربي والوسط اليهود المتدينين -69% و %78 - على التوالي.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر المسح أن 65% يوافقون الرأي على أن شرب مشروبات الدايت يضر بالصحة و55% يوافقون الرأي على أن شرب المشروبات المحلاة بالسكر وبدائل السكر له تأثير سلبي على البيئة.
70%من المشاركين في الاستطلاع يفضلون بأن يقدم لهم الماء بدلاً من المشروبات المحلاة في الضيافة و 70% من المشاركين أعربوا عن دعمهم واستعدادهم للتضييف بدون مشروبات محلاة أو سكرية وتقديم المشروبات الصحية (ماء، ماء بالنعناع ، إلخ). من بين هؤلاء، يؤيد حوالي %80 من الوسط العام وكذلك الوسط العربي تغيير معايير الضيافة، وبين اليهود المتدينين فإن معدل الدعم مرتفع، لكنه أقل - حوالي 60%.
أشار المشاركون في الاستطلاع إلى العوامل التي من شأنها أن تساعدهم على تقليل استهلاك المشروبات المحلاة والسكرية:
- أشار 46% : عندما يكون هناك بدائل صحية للمشروبات المحلاة و أن تكون طيبة المذاق
- أشار 37% : عندما يكون سبب صحي لذلك وان يكون من الاجباري عدم تقديم المشروبات المحلاة
- أشار: 37% عندما يكون تواجد وتوفر للمياه الباردة في الأماكن العامة وأماكن العمل
- أشار :28% عندما يكون هناك معيار جديد في مجتمعي لتقديم الماء للضيوف في الاعياد والمناسبات
- أشار :25% عندما يكون أقل تعرض وانكشاف للمشروبات المحلاة في بيئتهم ومحيطهم العام
- أشار 17% : الامر ممكن عند حدوث ارتفاع بسعر المشروبات المحلاة
- أشار 9%: عندما يقل طلب الأطفال لهذه المشروبات
لقد أشار الاهالي في الاستطلاع إلى أن العوامل التي يمكنها أن تؤثر على تقليل استهلاك الحلويات لدى الأطفال هي قدوة الوالدين الذين لا يشربون المشروبات المحلاة ووضح الحدود، بالإضافة لعوامل أخرى مثل البيئة والمحيط العام الذي يتواجد فيه الأطفال، بما في ذلك الأطر التعليمية.
يمكن الملاحظة أن معظم المقترحات التي ظهرت في المسح تشير إلى تغيير في البيئة الفيزيائية والاجتماعية - على سبيل المثال، تقليل التعرض والانكشاف للمشروبات المحلاة والسكرية وزيادة التعرض للماء من خلال التغيير البيئي والمحيط العام بالإضافة لتغيير المعايير الاجتماعية.
نترك زمن "عيب وغير مقبول" – في الماضي ونشرب الماء!
أفاد أكثر من 70% من المشاركين أنهم يفضلون أن يقدم لهم الماء في التضييف والتشريفات!
المزيد والمزيد من الناس يريدون الماء وبدون مشروبات محلاة في الضيافة. والمزيد من الأهالي يرغبون في عدم تعرض أطفالهم للمشروبات الضارة وأن يشربوا الماء. هذا هو المعيار الجديد، تضييف ممتع، محترم ويحمي أيضًا الصحة والبيئة.
توصيات متنوعة ومنسقة لتقديم الماء:
- أباريق ماء مع إضافات: نعناع، ليمون أو شرائح برتقال، فواكه مقطعة، أعشاب عطرية وغيرها
- أباريق ماء مع مكعبات ثلج بها فواكه مقطعة أو مع عنب مجمد يستخدم كمكعبات ثلج
- يمكن أيضا التنويع مع الصودا الباردة
والآن ضيوفكم سيقدرون جهدكم واهتمامكم بصحتهم وستبدو مائدتكم منسقة، ملونة وصحية!
للمزيد من القراءة
فرض الضرائب على المشروبات المحلاة - وزارة الصحة عبري
فيديو: المشروبات السكرية بها الكثير من السكر - وزارة الصحة عبري
نتائج استطلاع على الإنترنت حول المشروبات المحلاة المشتراة بين البالغين عبري
ملصق: مشروبات غازية ، ثمن باهظ