لقد أثّرت الصدمة التي أصابتنا جميعًا منذ أحداث المجزرة التي وقعت في 7.10 والحرب التي اندلعت على إثرها، على الجميع بطريقة أو بأخرى.
لقد تأثر أطفالنا وشبابنا من مختلف الأعمار من الوضع بدرجة كبيرة ومتفاوتة من طفل لآخر. هنالك أطفال وشباب عانوا من الجحيم عن قرب أو تعرضوا للخسارة، هنالك عائلات لديها أطفال تم إجلاؤها ولا يعيشون في منازلهم، معظم السكان في البلاد يتعاملون مع صافرات الإنذار، القلق على أحد أفراد العائلة لتجنده وغير ذلك. الخطاب السائد في كل مكان وفي وسائل الإعلام متعلق بأحداث السبت الأسود ومستجدات القتال.
إذًا لماذا يجب الحديث عن التغذية؟ العادات الصحية بشكل عام والعادات الغذائية على وجه الخصوص هي أول ما يتأثر في أوقات التوتر، الخوف والقلق.
كيف يظهر تأثير الوضع على تغذية أطفالنا؟
يمكن أن يظهر التأثير على هيئة تغييرات في الأنماط الغذائية كالامتناع عن تناول الطعام، الأكل القهري، التراجع في تنوع الأطعمة لدى الأطفال الإنتقائيين وتفضيل تناول المسليات، الحلويات والمشروبات المحلاة على الأطعمة الأخرى.
أنتم لستم بمفردكم – هنالك الكثير من الأسباب التي تجعل من الصعب المحافظة على تغذية صحية في فترة الحرب:
- يجد الأطفال صعوبة في مقاومة الإغراءات الموجودة من حولهم. ونظرًا للوضع الراهن فإنهم أكثر عُرضة للمسليات، الحلويات والمشروبات المحلاة ولفترة طويلة.
فمثلًا الأطفال والشباب الذين يتطوعون في تعبئة الطرود للجنود ومن تم إجلاؤهم ويُطلب منهم إحضار المسليات والحلويات، والأطفال الذين تم إخلاؤهم من بيوتهم والذين يتواجدون في الفنادق مؤقتًا، والتي يتم فيها تقديم التحلية مع كل وجبة رئيسية وذلك بالإضافة الى المسليات والحلويات التي حصلوا عليها وموجودة في غرفهم. - تشويش الروتين اليومي بسبب تغييرات في قرارات الجبهة الداخلية، وجود أحد الوالدين في جيش الاحتياط، استضافة عائلة أخرى وتغييرات أخرى تُميز هذه الفترة.
- للأهل الذين يعانون بأنفسهم من الصدمة، القلق والتوتر هنالك رد فعل طبيعي للوضع. تقل لديهم الرغبة، الطاقة والوقت للعناية والمحافظة على العادات الغذائية التي تم اتباعها حتى الآن في المنزل. قد يكونون أكثر تسامحًا، يسمحون ويُلغون الحدود بسبب الوضع. يرى كثير من الأشخاص بأن الطعام: يواسي، يُفرح، يمنح الشعور بأنك في المنزل من جهة أو يمنح الشعور بالاحتفال من جهة أخرى.
للكشف المسبق عمّن يعانون من اضطراب في تناول الطعام نتيجة الصدمة أهمية كبيرة في الحفاظ على الوضع الغذائي، النفسي والجسدي على أفضل نحو وأيضًا في منع حدوث مضاعفات مستقبلية كنقص التغذية، مشاكل في النمو، وتطور اضطرابات سريرية متعلقة بتناول الطعام. عند الخوف أو القلق يمكن التوجه الى الطبيب المعالِج أو الى المرافقة الغذائية الشخصية لدى خبراء التغذية المختصين وهو المفتاح لنجاح العلاج الغذائي. عند علاج الأطفال والشباب يجب إدخال العلاج الأسري والمرافقة الغذائية طويلة المدى.
مُقتبس من موقف جمعية عتيد وقسم التغذية، وزارة الصحة
ولماذا يجب الاستثمار رغم كل شيء؟
- سيساعد النظام الغذائي الثابت طوال اليوم في تنظيمه، سيُسهِّل على الأهل في موضوع الانشغال بشأن الطعام وأيضًا سيساعد الأطفال على الحفاظ على الشبع، الهدوء والشعور بالحيوية.
- تُقوّي التغذية الصحية الجسم وتُعزِّز قدرته على مواجهة المواقف المعقدة.
- "العقل السليم في الجسم السليم". عندما يأكل أطفالكم الطعام الصحي، فإنكم تساعدونهم بذلك على مواجهة القلق والتوتر بفضل العناصر الغذائية المختلفة كالفيتامينات، المعادن والأحماض الدهنية الصحية الموجودة في الأغذية الصحية والتي يوصى بها وفقًا للطيف الغذائي.
- وكوننا لا نعرف متى ستنتهي الحرب، فمن المُستحسن أن نحافظ على العادات الغذائية الصحية الأساسية لكي لا نضطر لاحقًا الى التعامل مع أضرار صحية وعادات سيئة.
تعالوا لنأخذ بيد الأطفال والشباب ونقودهم بالطريقة الجديدة المناسبة للوضع ولهم. الحفاظ على العادات القديمة، خلق عادات جديدة ووضع حدود ملائمة بشكل يدعم الوضع الجديد. ستمنحهم هذه الطريقة الشعور بالأمان وهو أمر مهم جدًا في هذه الفترة، وستساعدهم في الحفاظ على مزاج صحي وعلى الاستقرار وسط كل هذه الفوضى التي يمرون بها خارجيًا وداخليًا.
ما هي الخطوات التي يمكن القيام بها لتحسين عادات تناول الطعام في فترة الحرب؟
- المحافظة على نظام تناول الطعام – إن تناول الوجبات الثابتة يُعتبر بمثابة مرساة للروتين في ظل الفوضى اليومية. أشركوا الأطفال في اختيار الوجبات، تطرقوا لما يفضلونه وقوموا ببناء قائمة طعام أسبوعية معًا (يُنصح بالسماح للأطفال بتصميم وتزيين قائمة الطعام لإتاحتها لهم).
- الأكل الجماعي – ابذلوا الجهد مع الأطفال في الوجبة، اسمحوا لهم بترتيب المائدة (بما يتناسب مع العمر)، ضعوا الأطعمة المختلفة في وسط المائدة وتناولوا الطعام معهم، حاولوا القيام بهذا الأمر في أكبر عدد ممكن من الوجبات على مدار الأسبوع لتعزيز الشعور بالانتماء والعلاقة العائلية/ الاجتماعية.
- مخزن طعام وثلاجة صحية وماء في متناول اليد – يمكن للقيام بالتسوق معًا مفيدًا في كشف الأطفال على الأطعمة الصحية والقيام باختيارها. قوموا بإعداد قائمة مشتريات معًا واشرحوا لهم اختياراتكم، اسمحوا لهم بأن يُضيفوا إلى القائمة أغراض يحبونها والتي تُعتبر أقل صحية، قوموا بوضع الحدود وفقًا للقواعد المتبعة لديكم في المنزل.
- اتخاذ موقف وحوار إيجابي – تجاه أنفسنا وتجاه أطفالنا، حتى عندما يكون من الصعب النجاح في الاختيار بشكل صحي. تجنبوا الغضب والشعور بالذنب إذا قام أطفالكم باختيار خيارات غير صحية. بدلًا من هذه المشاعر تعاونوا وفكِّروا معًا (بحسب العمر) بالخطوات التي ستساعد جميع أفراد العائلة على اتخاذ الخيارات الصحية.
- اخلقوا بصحبة الأطفال جدول يومي مليء بالأنشطة والاهتمامات. أحيانًا يتم تناول الطعام بدافع الملل.
- اسمحوا لأطفالكم بالدخول الى المطبخ والطهي معهم أو بمفردهم (بما يتناسب مع أعمارهم)، أشركوهم في جميع مراحل العملية، من اختيار الوصفة وحتى تنظيف الرخام والمطبخ نتيجةً للطبخ. هذه طريقة رائعة للانكشاف على أطعمة صحية، تعزيز الشعور بالاستقلال والثقة بالنفس، جعل الوقت يمضي بسرعة وقضاء وقت نوعي معًا أو إتاحة بعض الوقت لكم للراحة والاسترخاء.
- يمكن للشباب التطوع كمجموعة أو كعائلة في أماكن مختلفة كتغليف الفواكه والخضار، المساعدة في جني المحاصيل، الطبخ وغير ذلك. يمكن العثور على أفكار مختلفة في موقع ليكت يسرائيل .
- جهّزوا مع أطفالكم كراس يحتوي على الوصفات المنزلية للأطعمة التي يحبها جميع أفراد العائلة، هل يمكنكم التفكير معًا في كيفية تحسين أطععمة معينة من حيث قيمتها الغذائية؟
- قوموا معًا بتمارين الإصغاء (اليقظة الذهنية) التي تناسب الأطفال. ستساعدهم هذه التمارين في التعامل مع الأكل العاطفي. مثلًا: وصف طعام أو طبق بناءً على مظهره، مذاقه، رائحته أو الإصغاء لبيئتنا والانتباه لضجيج السيارات المارّة، أطفال يلعبون في الحديقة، ضجيج المكيف الهوائي وما شابه. لأمثلة أخرى يمكن الدخول الى الرابط التالي: الوعي العاطفي (اليقظة الفكرية)، وزارة التربية.
للتوسُّع في موضوع الإصغاء (اليقظة الفكرية) يمكن مشاهدة المقطع التالي: الإصغاء والصحة، وزارة الصحة . - تغييرات في أنماط الأكل بين الأطفال– من المهم أن تقترحوا على الأطفال الذين يواجهون صعوبة في الأكل طعامًا ملائمًا: مخفوق أو طعام طري مُغذي كاليوغورت أو الحلوى النباتية الخالية من السكر، وتجنب منحهم المشروبات المحلاة (بما في ذلك العصائر الطبيعية) كبديل للأكل.
كما ويوصى باللجوء الى أخصائيي التغذية المختصين في الحالات التي تظهر فيها تغييرات متطرفة.
أفكار إضافية لتحسين عادات الأكل أثناء فترة الحرب والصدمات لدى الطلاب في رياض الأطفال والمدرسة
التطوع من أجل المجتمع
- تحضير طرود غذائية للجنود والجنديات وللعائلات التي تم إجلاؤها من منازلها – بإمكان التلاميذ أن يُحضِّروا ويُضيفوا المعلومات الصحية الى الطرود مثل: نصائح للمحافظة على الصحة، شرح عن أهمية المواد الغذائية الموجودة في الطرد لصحتهم، شعارات صحية والمزيد. للتوسُّع يمكن الدخول الى الروابط التالية:
طرود غذائية صحية للجنود والمجندات
طرود غذائية للعائلات التي تم إجلاؤها من منازلها - الزراعة – بقيت الكثير من الكيبوتسات والبلدات في أنحاء البلاد بدون عمال، وبالتالي قد يتم فقدان المحاصيل الزراعية التي تقوم بإنتاجها. يُنصح بتنظيم عمل تطوعي للمساعدة في جني المحاصيل وفي الزراعة المحلية وبهذا مساعدة المجتمع وأيضًا التعرف على الخضار والفواكه المختلفة وطريقة زراعتها.
خطط لدروس تتناول موضوع التغذية الصحية
يوجد في البوابة التربوية العديد من الحصص حول موضوع التغذية الصحية بحسب العمر. هذه فرصة للاختيار من بين الحصص المختلفة، تمريرها في الصف، وربط الأطفال بالتغذية الصحية من خلال الدراسة التجريبية. فيما يلي روابط وفقًا للفئة العمرية:
أنشطة إثرائية
- تحضير كراسة وصفات صفيّة للمأكولات المُحبَّبة من المنزل: يُنصح بالتفكير معًا، في حال وجود أطعمة تحتوي على مكونات أقل صحية، كيف يُمكن تحسين المأكولات من حيث قيمتها الغذائية.
- ساعة قصة لأطفال الروضة: قراءة كتب تتناول موضوع التغذية الصحية.
- أداء مسرحيات حول موضوع التغذية الصحية: يُنصح باختيار موضوع واحد والسماح للأطفال باختراع الأدوار والقصة نفسها.
الوجبات الجماعية
تُعزِّز الوجبة المشتركة في كل عمر، الشعور بالانتماء والروابط الاجتماعية وتساهم في اتخاذ اختيارات صحية أكثر. يُنصح بمنح الأهمية لتناول وجبة الساعة العاشرة بشكل جماعي، حتى ولو كان ذلك عبر الزوم، وإذا أمكن تخصيص وقت أطول لذلك.
يمكن حتى تحضير وجبات الإفطار معًا، توزيع قائمة الأطعمة أو المكونات وإحضارها الى الصف لتناول وجبة جماعية.
رابط الى فعالية "نطبخ بشكل صحي-صَح" والتي يمكن من خلالها تحضير وجبة صحية معًا بسهولة وببساطة.
للتلخيص، إعادة الشعور بالسيطرة على تناول الطعام لكم ولأطفالكم مفيد للشعور بالقوة النفسية وتقليل القلق، مما سيساعد في مواجهة الوضع الصعب الذي وصلنا إليه.
للقراءة أكثر
التغذية في فترة الحرب – عارضة شرائح وأدوات تطبيقية
تغذية الأطفال في فترة الحرب – عارضة شرائح وأدوات تطبيقية