مُغلف، جاهز للأكل أو سريع التحضير ويتمتع بفترة صلاحية أطول – هذه هي قائمة المزايا التي نبحث عنها في معظم المنتجات الغذائية التي نشتريها – وهذا الأمر ليس صدفة. وتيرة الحياة العصرية في العالم الغربي، عمليات التسويق الكبيرة لصناعات الأغذية والحاجة لاستغلال فوائض الإنتاج الزراعي في العالم – جميع هذه الأمور تدفع المُسوقين لعرض كميات أكبر من الأغذية مُسبقة الإعداد – وبالنسبة لنا اختيار إمكانيات أسرع.
التعريف المُتبع في العالم يوزع الغذاء الى أربعة مجموعات رئيسية:
1. حد أدنى من التصنيع
المجموعة الأولى: غذاء غير مُصنع أو مُصنع بدرجة قليلة. تشمل هذه المجموعة على الغذاء بشكله الخام أو الطبيعي، يشمل الغذاء الذي مر بعمليات تصنيع أساسية مثل القص، التجميد، الطحن وغيرها.
2. مكونات غذائية أساسية
المجموعة الثانية: مكونات غذائية أساسية. بكلمات أخرى – المكونات الأساسية التي تُضاف عادة للأغذية من المجموعة الأولى. أمثلة على ذلك هي المنتجات التي يُمكن العثور عليها في كل مطبخ ومنها الزيوت (الزيت، عباد الشمس، الكانولا وغيرها)، السكر (الأبيض أو البني)، الملح والتوابل.
3. إعداد منزلي = خام + مكونات غذائية أساسية
المجموعة الثالثة: الطعام الذي نقوم بإعداده وطبخه في المنزل، من مكونات منزلية يُمكن العثور عليها في كل متجر بقالة. يتحدث التعريف الرسمي أكثر الى غذاء يتكون فقط من مكونات خام بإضافة مكونات الطعام الأساسية (المجموعتين 1 و- 2): الطعام الذي طُبخ مع البهارات (في المنزل، في المطعم أو في مصنع الطعام). تنتمي لهذه المجموعة مُعظم المأكولات مثل الحساء (بدون مسحوق حساء)، الدجاج أو السمك في الفرن، الكوسكوس، قطع اللحوم، الخضار المطبوخة أو المطبوخة على الطريقة الصينية، وحتى الشنيتسل المنزلي.
4. مُصنع كثيراً
المجموعة الرابعة: الغذاء المُصنع كثيراً. يدور الحديث هنا عن منتجات تحتوي على مكونات من الصعب عليكم العثور عليها في المطبخ المنزلي، مثل خلاصة المكونات الغذائية، والمُضافات الصناعية (التي تتسبب بمنح اللون، التركيبة والطعم) والتي تؤثر على عادات الاستهلاك والشعور الطبيعي بالشبع لدينا. المنتجات المُصنعة كثيراً هي عادةً تكون مُغلفة، جاهزة للأكل الفوري في أي مكان وزمان، أو بعد التحضير بصورة قصيرة (إضافة الماء المغلي، التسخين في الميكروجال وغيرها).
تشمل هذه المجموعة على: اللحوم المُصنعة بجميع أشكالها المختلفة: نقانق، مرتديلا، بستراما، لحوم مُصممة (بعض منتجات اللحوم المطحونة التي تم إعدادها وتغليفها مثل الهامبرغر أو الكباب، الشنيتسل بجميع أشكاله وغيرها).
طعام مُحلى: منتجات الشوكولاتة مع أوز بدون إضافات، كعك، بسكويت، عصائر (الطبيعي والمُبستر منها)، البوظة، المشروبات المُحلاة "الخفيفة" (الغازية أو الغير غازية، يشمل على مشروبات الشاي البارد والماء بأطعمة)، ومشروبات الدايت مع مُحليات صناعية. التسالي المالحة (بأساس الشيبس، الذرة، زبدة الفول السوداني، الجبنة وغيرها) والحلويات.
من المهم تقليص استهلاك المُنتجات المُصنع كثيراً قدر الإمكان.
بستراما، نقانق ومُنتجات لحوم مُصنعة ومُدخنة من ضمن المجموعة الرابعة من المأكولات المُصنعة كثيراً.
لماذا نأكل كميات أكبر من المأكولات المُصنعة؟
مواد الصبغة، الطعم والرائحة، الى جانب الدهن، السكر والملح تجعلنا نتناول كميات أكبر من الكميات التي نحتاجها حقاً.
يُشجعنا توفر المنتجات المُصنعة كثيراً على استهلاك "التسالي" ليس ضمن وجبة منتظمة (على سبيل المثال التسالي، حبوب الصباح، المشروب المُحلى، المطبوخات الشخصية سريعة التحضير، الحساء سريع التحضير وغيرها).
تؤدي عمليات التسويق المُكثفة، بما في ذلك استخدام المشاهير، الى تشجيع استهلاك المنتجات الغذائية المُصنعة كثيراً كجزء من السلوك العادية أو المرغوبة. كفاءة الإنتاج، النقل والتوزيع للمحلات يؤدي الى أن يكون الطعام المُصنع كثيراً أرخص ثمناً من الطعام الطازج في كثيرٍ من الحالات.
لماذا لا يوصى باستهلاك الطعام المُصنع كثيرا؟
يتم قياس تأثير الطعام على الصحة أيضاً من خلال المكونات الغذائية الموجودة فيه أيضاً، لكن بواسطة طريقة إعداده، من درجة تصنيعه وطريقة تناوله. يتم عادةً إنتاج الطعام المُصنع كثيراً وتسويقه بطريقة تهدف الى زيادة نسبة استهلاكه، حتى لم لك يتعلق الأمر بالشعور بالجوع الطبيعي والاحتياجات الغذائية للجسم. يدور الحديث عن غذاء اجتاز عملية تصنيع مُعقدة، إجراءات صناعية، وتم في نهاية المطاف إضافة إضافات له تهدف الى زيادة نسبة استهلاكه بسبب شكله الخارجي، الطعام المُضاعف والقوي، التعليف والتسويق. وجود كميات كبيرة من السكر والملح على سبيل المثال، تجعلنا نرغب باستهلاك كميات أكبر من المُنتج. المُنتج المُغلف مُسبقاً بشكل مسلي سيجعلنا في كثيرٍ من الأحيان نضعه في الحقيبة للرحلة أو لحديقة الألعاب بدلاً من تناول إمكانيات صحية أكثر. منتجات اللحوم المُصنعة كثيراً الموجودة في الثلاثة وهي سريعة التحضير (أنتم تعرفون إكمال الجملة جيداً...).
ازدادت في السنوات الأخيرة الدراسات التي تُثبت وجود علاقة بين مستوى تصنيع المُنتجات الغذائية وبين تأثيره على الصحة
زيادة استهلاك المُنتجات المُصنعة كثيراً (المجموعة 4) على حساب المنتجات الغذائية المُصنعة بدرجة أقل (المجموعة 1، 2، و- 3)، أثبت على أنها مُسببة للسمنة ولزيادة الوزن، المُسببة للأمراض المُزمنة ولزيادة خطر المرض (على الأقل بنسبة %10) لأنواع سرطانية مختلفة. الاستهلاك المُضاعف للمُنتجات المُصنعة كثيراً أيضاً يُغير الميكروبيوم (تركيبة الميكروبات في الجهاز الهضمي)، يزيد من مؤشرات الالتهاب في الجسم، يتسبب بالمرض والشيخوخة المُبكرة.