تمّت كتابة العديد من الأبحاث حول التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على تحسين المؤشرات المختلفة في الجسم، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقدان الوزن، وحتى تحسين الحالة المزاجية. ومع ذلك، فإن طريقة تأثير النشاط البدني، ما دام قائماً، على نظام التمثيل الغذائي نفسه، المسؤول عن هضم وتفتيت الطعام الذي نتناوله، وعلى التمثيل الغذائي (الأيض/ ميتابوليزم) في الجسم - بقيت غامضة إلى حد كبير حتى الآونة الأخيرة.
كشفت دراسة نُشرت في عام 2020 في مجلة Circulation عن التأثير المفيد لهذا النشاط، أيضًا على نظام التمثيل الغذائي نفسه، الذي يقوم بهضم وتفتيت الدهون والبروتينات والكربوهيدرات التي نتناولها، في اللبنات الأساسية التي يحتاجها الجسم.
شملت الدراسة، التي أجريت على حوالي 1200 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق، وعلى جولتين للتحقق من النتائج، أخذ عينات دم أثناء الراحة، وعينات دم إضافية فور ممارسة التمارين الرياضية الشاقة. كانت النتائج قطعية لا لبس فيها: من بين أكثر من 80 في المائة من الأشخاص الذين مارسوا التمارين بكثافة عالية لمدة 12 دقيقة، كان هناك تحسّن كبير وفوري في عمليات التمثيل الغذائي في أجسامهم. ظهرت فروق كبيرة فيما بين 502 من أصل 588 من المؤشرات الأيضية المختلفة التي تم اختبارها، بما في ذلك: مقاومة أفضل للأنسولين، وتحسين معدل حرق الدهون، في تدفّق الدورة الدموية، والمؤشرات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والأنظمة المسؤولة عن علاج الحالات الالتهابية.
من الجدير بالذكر أنه تم قياس الآثار المفيدة للنشاط لدى كل من الرجال والنساء، وخاصة في الأشخاص الذين لديهم حاسبة مؤشر كتلة الجسم (بي. أم. آي) مرتفع، وهو يدل على السمنة المفرطة وزيادة الوزن. هذه أخبار مشجعة بشكل خاصة حول قدرة كل واحد منا على تحسين وظائف الجسم، من خلال التمارين البدنية، التي حتى لو كانت شاقة، فهي مجرد فترة زمنية قصيرة نسبيًا تبلغ 12 دقيقة فقط.